كم أتمنى أن أكون قمراً يومض في دجى الليل الحالك ...أتعلم يا قلبي لماذا ..؟ لأسمع جرح كل من هو عاشق لليل ..لأجالس السامرين فاسمع منهم ،كيف كانوا للجرح موطناً ومستقراً .. كيف استنشق مصاب الحياة من قلوبهم ...كيف أبلاهم الكمد ، وأهزلهم عشق المحبوب..كيف تجرعوا من علقم الشوق والفراق ما لوع آلامهم ،وأحرق أوجاعهم ...أتمنى أن أكون قمراً يا قلبي ، لأرى أيٌ من السامرين يئن بجرح مثل جرحك ...وأي منهم يصيح بألم مثل ألمك ..وأي منهم تلهب بداخله لظى الوجع ،مثل تلك اللظى التي ما أبقت منك شيء سوى رماداً منثوراً .. أود أن أسألك سؤالا أيها القلب السقيم ....من أي سقم تشكو ...؟ وإلى أي ترياق تفتقد .....؟ غادر الشتاء ،وخلت أن أمطاره قد غسلت القلوب ، وأطفأت اللظى الملتهبة بجوفها ، وخلت أنه ما عاد هناك من يتألم ، وبجرح يصيح ويتلوع ، وفتح لنا الربيع أبوابه ، ليحتضننا رحيق أزهاره ، وتلفنا مياسم دحنونه ، ولتتسربل على وجنتينا أشعة شمسه الباردة ...لكني فوجئت بك يا قلبي ....ما زلت من سقم مجهول تتألم ... ومن جمرة تلهب أحشاءك تتلوع ...أخبرني ما خطبك يا قلبي ..أنبأني بما أبلاك ،وما الذي أماتك ،فجعلك جسداً هامداًُ ،بأنفاس تلهبه يمضي مع عمره ..سؤالاً آخر أيها القلب الذبيح ...لماذا لا تبتسم....؟؟؟ ..قاطعني قلبي الحديث ...وتلفظ بكلمات صامتة قرأتها في عينتيه الدميعتين ..يا جاهلاً بحالي ، أتسألني لما حرمت ثغري ابتسامة ساذجة ..؟؟ أتسأل أي وجع وجعي ،وأي ألم ألمي ...؟؟ أتسال ما هو سقمي وأين هو ترياقي ..؟ أترى تلك الطيور البيضاء التي تهدل فوق أفنان الرياض ..؟ أتسمع تغريدها ..؟ تلك الطيور وجعي ..تلك الطيور التي على لحن جراحها ترقص هي وجعي ... فإن كانت طيور السماء الحرة ،جريحة القلب ، سقيمة الروح ..فكيف يكون الأسير المكبل ..