بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمات من ذهب إلى الشباب
رسائل إلى شباب الصحوة
............
اصنع تاريخك بنفسك
ما زال يدأب في التاريخ يكتبه حتى غدا اليوم في التاريخ مكتوباً
إن الأمم التي مّرت على هذه الأرض .. وعاشوا في هذه البسيطة كثر لايحصيهم محصٍ ولا يعّدهم عاّد إلا ربهم تبارك وتعالى ، ولكن الذين برعوا وأبدعوا، وسجلوا أسمائهم بمداد من ذهب قّلة قليلة، وما سطع نوُر هذه القلة إلا بالهمة العالية ، والعزيمة الصادقة،فمن علت همته طال همه، أولئك هم الذين بكاهم الدهر ورثاهم التاريخ.
إذا مامات ذو عـلم وتتقـوى فـقد ثلمت من الإسلام ثلمـة
ومـوت العـابـد الـقوام ليـلاً ينـاجي ربه في كـل ظلمة
وموت فتى كثير الجود محل فـإن بقـاءه خصب ونعمـة
وموت الحاكم العدل المولى لحكم الأرض منقصة ونقـمة
أولئك خـمسة يبكى عـليهم وبـاقي الناس تخفيف ورحمة
وباقي الخـلق دهمـاء رعاع وفــي إيجـادهم لله حكمة
أخي الشاب يا رعاك الله عندما تبدأ المعركة بينك وبين نفسك،فأنت عندئذ شخص تستحق الذكر، ولتحذر في طريقك ومسلكك من أعداء أربعة:الدنيا، والهوى،والنفس،والشيطان، فمن أمن جوانب هؤلاء الأربع وقليل من يطيق ذلك، فليهنأ.
وميض/ للعظيم قلبان : قلب يتأمل ، وقلب يتألم.
............
2 .. رق الأحرار
أحسن إلى الناس تستأسر قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان
إن الإحسان إلى الناس هو رق الأحرار، تستعبد به قلب من أحسنت إليه فالقلوب جبلت على حب من أحسن إليها، ترفع عنه ضائقة ، تسد عنه حاجته ، تجود عليه بما تستطيع ، فلا يرد عنك بابه، يتمنى أن يراك، يسعد بلقائك .. بالتالي لن يرد دعوتك ، بل يتقبلها بصدر منشرح ، وقلب واسع ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) ثم لا تنس البشاشة ، فالعطاء مع الوجه البشوش حسنة مضاعفة ،وليكن دوماً شعارك .
ازرع جميلاً ولو في غير موضعه ماخاب قط جميلاً أينما زرعا
وكما قيل: الجميل كاسمه ، والمعروف كرسمه ، والخير بطعمه، فإن شعرت بهم عظيم ، وكرب جليل ، وخطب فادح فافزع إلى الإحسان( وأحسن كما أحسن الله إليك ) فهو يزرع الابتسامة على شفتك قبل غيرك، ويسعد قلبك قبل غيرك.
خلّ إذا جئته يوماً لتسأله أعطاك ماملكت كفاه واعتذرا
يخفي صنائعه والله يظهرها إن الكريـم إذا أخـفيتة ظهرا
فهذه امرأة تدخل النار في هرة حبستها ، وتلك بغيٌ دخلت الجنة في شربة ماء تسقيها ***اً يلهث ، فلله در الإحسان ما أعظمه.
وميض / يقول ابن عباس رضي الله عنهما : لا يتم المعروف إلا بثلاث : تعجيله،وتصغيره ، وستره ، فإذا عجله هنأه ، وإذا صغره عظمه ، وإذا ستره تممه.
.............
3.. لا تلبس نظارة سوداء
رويدك فالهموم لها رتاج وعن كثب يكون لها انفراج
ألم تر أن طول الليل لما تناهى حان للصبح انبلاج
إن التشاؤم والنظرة السوداوية المظلمة للأمور من حولنا ماهي إلا محاولات لإخماد شعلة الأمل في القلوب ، وزرع بذور اليأس في الصدور، وهي وسيلة فتاكة يستخدمها الشيطان وأولياءه ،عاملهم الله بما يستحقون، للقضاء على دعوتنا، ومحق بركتنا ، ثم إنها لاتزيد ك أخي الشاب إلا ضعفاً وخوراً عن مواصلة المسير ، أعني المسير إلى الرحمن .
فمن علامات هذا المرض الخطير ، أن تشعر في قرارة نفسك أن هذا هو زمان غلبة الفساق ، وانتشار الفساد ، وضعف تأثر النصيحة ، فتشعر بأن الناس ،كل الناس ، معرضون عن دعوتك ، كارهون لما تقول ، مبغضون لما تدعو إليه.
إذا شعرت بذلك كله ( فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) ثم ثق تمام الثقة أن الضربة التي تقتلك تقويك ، ثم انسف هذه الوساوس بمدفع الإيمان ودمرها بدبابة التوكل ، واسحقها بكتائب الأمل المشرق.
وميض/المتشائم هو من يقول : لواتجرت في الأكفان لما مات أحد.
.......
4... أعز مفقود .. وأهون موجود
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع
أخي الشاب – حفظك الله – إنما الوقت صفحات من عمرك إذا طويت لاتعود ، وأنفاس إذا خرجت لا تعود ، فهذا الوقت هو الذي يزيدك من الرحمن قرباً ، وهو الذي يزيدك منه بعداً ، عياذاً بالله ، فهو محل الأعمال، وظرف الاشتغال ، ونفس المرء خطاء إلى حيث أجله.
هذا ابن الجوزي رحمه الله يقول : يجب على كل من لا يدري متى يبتغيه الموت ، أن يكون مستعداً ، ولا يغتر بالشباب والصحة ولذا قليل من يكبر في عمره، والله المستعان ، وقد أنشد أحدهم :
يعمر واحد فيغر قوم وينسى من يموت من الشباب
أخي المبارك رعاك الله ليكن شعارك : (إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ) ضع هذه العبارة نصب عي*****، وسطرها على صفحات صدرك ، وانقشها في سويداء قلبك.
يقول ابن العربي ( الفقيه المالكي) رحمه الله : ومن الغبن العظيم أن يعيش الرجل ستين سنة ، ينام ليلها فيذهب الثلث من عمره لغواً ، ومن الجهالة والسفالة أن يتلف الباقي في لذة فانية ، ولا يتلف عمره في لذة باقية عند الغني الكريم .
وميض/ لكل شمس مغرب.
.......
أبو عبدالرحمن محمد البقمي
المصدر : ياله من ديـــن
منقووول