أوروبا ومصر تدفعان نحو مصالحة فلسطينية سريعة لإعادة إعمار غزة
دعا وزراء أوروبيون ومصر الفلسطينيين في حركتي فتح وحماس إلى تحقيق مصالحة سريعة، لتسهيل إعادة إعمار غزة وإطلاق عملية السلام مع إسرائيل التي تراوح مكانها منذ سنوات.
وقال وزير الخارجية التشيكي كاريل شوارتزنبرغ الذي يتولى بلده رئاسة الاتحاد الأوروبي مساء الأحد 26-1-2009، "نحن متفقون على أن المصالحة الفلسطينية وراء الرئيس محمود عباس أساسية لتحقيق تقدم". وكان الوزير التشيكي يتحدث في ختام اجتماع في بروكسل لوزراء خارجية الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مع نظرائهم في السلطة الفلسطينية ومصر والأردن وتركيا.
كذلك عبّر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن الأمل في تشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع بين المعسكرين المتنافسين, بسرعة ووضع أسس اتفاق خلال شهر. وتنوي مصر تنظيم مؤتمر للجهات المانحة على مستوى عال في نهاية فبراير/ شباط لإعادة إعمار قطاع غزة المدمر بعد الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 3 أسابيع. وقال أبو الغيط للصحافيين "أتصور أنه سيكون لدينا حتى ذلك الوقت خطوط حكومة مصالحة وطنية قادرة على استخدام الأموال" التي ستمنح.
من جهته, صرح وزير الخارجية السويدي كارل بيلد للصحافيين قائلا "إذا لم نستطع تجاوز الانقسامات داخل المجتمع الفلسطيني فسيكون من الصعب جدا تحقيق تقدم في موضوعي غزة وعملية السلام في الوقت نفسه". وأضاف "آن الأوان ليتحدث الفلسطينيون في ما بينهم".
وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أن "إعادة توحيد الشعب الفلسطيني أمر أساسي جدا" لتمكينه من التكلم "بصوت واحد".
بدوره, رأى وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن "أنه من الضروري فورا تشكيل حكومة وحدة", مؤكدا أنه من دون ذلك "لن نتمكن أبدا من تنظيم المساعدة الإنسانية وفتح غزة".
وأكد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني ضرورة "تشجيع ومساعدة المصريين الذين يقودون جهودا تهدف إلى مصالحة كل الفصائل الفلسطينية".
وكان أحد قادة حماس إسماعيل هنية ترأس الحكومة الفلسطينية بعد فوز الحركة في الانتخابات التشريعية في يناير/ كانون الثاني 2006. وبعد 18 شهرا من التعايش الحكومي الصعب بين حماس وفتح, أقال عباس هنية بعدما سيطرت حماس على قطاع غزة إثر مواجهات عسكرية في يونيو/ حزيران 2007. ومنذ ذلك التاريخ لم يعد رئيس السلطة الفلسطينية يسيطر إلا على الضفة الغربية.
إدخال المساعدات
وإلى جانب المصالحة, يدعو الأوروبيون إلى إدخال المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا منذ 2007 وكذا إلى فتح كل المعابر. وقال وزير الخارجية التشيكي "ما زلنا قلقين من الوضع الإنساني في غزة ونريد أن تصل المساعدة الضرورية إلى الذين يحتاجون إليها". وأضاف أن "المعابر يجب أن تفتح بشكل نظامي".
وخلال الاجتماع, قال وزير الخارجية الفلسطيني خالد المالكي إن غزة تحتاج إلى 800 شاحنة من المساعدة الإنسانية يوميا, موضحا أن 150 شاحنة فقط تمر حاليا. ولاقناع الدولة العبرية, يقترح الاتحاد الأوروبي خصوصا استئناف مهمته للمراقبة على معبر رفح ونشر مزيد من المراقبين بين مصر وقطاع غزة من أجل منع تهريب الأسلحة.
وأرسلت فرنسا فرقاطة إلى المياه الدولية قبالة سواحل غزة بينما قالت بريطانيا وألمانيا إنهما ترغبان في تقديم المساعدة في هذا المجال. وصرح شوارزنبرغ بأن "دولا أوروبية ستقدم إلى مصر كل المساعدة التي تحتاج إليها".
لكن وزير الخارجية المصري رد قائلا إن التهريب لا يمر عبر مصر بل من البحر إلى قطاع غزة مباشرة.
وكان أحد أهداف الهجوم الإسرائيلي ضد حماس في قطاع غزة, الذي استمر 22 يوما وأسفر عن مقتل أكثر من 1300 فلسطيني, وضع حد لتهريب الأسلحة إلى الجانب الفلسطيني عبر رفح وسيناء المصرية من أنفاق تحت الأرض.