وأخيرا أتت اللحظة التي طال انتظاري لها .. اللحظة التي لم انم ليلي وأنا ابحث عنها ....اللحظة التي قررت الحياة أن تفتح لي أبوابها ، وتبتسم في وجهي ... نعم ...لقد أمضيت وقتا وأنا ابحث عن هذه اللحظة في كل مكان ،لم اترك مكانا إلا وبحثت فيه ...في البيداء ..في الكهوف ..في النهر الذي لطالما سمعني وأنا أعاني وأتألم ...في الليل وقمره ونجومه ...لكني لم أجدها ....و الآن أتت بنفسها ... أتت اللحظة التي ستنفرج فيها شفتي عن ابتسامة تنبع من قلبي ... أتت اللحظة التي سأبدأ منها حياة أخرى ، تخلو من الأحزان والأوهام والخيال ... أتت اللحظة التي سأعلن فيها للملأ ولادتي من جديد ...أتت ... ويا ليتها لم تأتي .... غريب كيف هي الأيام .. وكيف الحياة تمضي ...تعطينا ما نريد ونتمنى ...لكنها في المقابل ... تأخذ الثمن .. ....إما أن تأخذه منا..أو أن تأخذه ممن نحب ... وها أنا الآن أعيش هذه الحقيقة ...بعدما أعطتني الحياة ما تمنيت وما أمضيت عمري وأنا ابحث عنه ، ولكنها أخذت من غيري...أعطتني الابتسامة وحرمت غيري إياها ... ما حاجتي للابتسامة الآن ..ما حاجتي لان أكون سعيدة وسواي يتألم ويتلوع دون أن تشفق عليه الحياة بلحظة يرتاح فيها قلبه ...وتهدأ عواصف روحه ... هل سأعود يوما ما أن ابحث عن الابتسامة مرة أخرى....؟ هل سأسمح لنفسي أن تدوس على كل شيء من اجل تحقيق مآربها ... ؟هل سأسمح لنفسي أن تنسى من أحبت ومن يحبها كي تصل إلى مبتغاها ...؟ ...هل سأنسى من يعاني دون من يكون هناك من يسمعه ... يمسح عن قلبه جرحا لطالما أوجعه .... يؤنسه في وحدة آلامه ... لا ...لا أريد أن ابتسم ..لا أريد السعادة ...لا أريد أي شيء يجعلني مذنبة بحقي وبحق الآخرين .... أنانية لا تسأل عمن هو غيرها من البشر ...لا أريد أن أفرح ....سأسجن فرحتي ...حتى يفرح معي كل من هو يتألم ... يلوع بنار تكوي أحشاءه ...حتى يفرح معي كل من أحبه ويحبني ....حتى تضحك الحياة لكل البشر .... [/gdwl]